إن علاقات الصداقة تتميز بأنها تدوم لوقت أكثر من بقية العلاقات الإنسانية " النفعية " التى تنتهى بانتهاء المصالح المشتركة بين أطرافها ....
ذالك أن الصداقة هى العلاقة الوحيدة التى لا يسعى أطرافها لاكتساب فوائد مادية منها ... اللهم الا بعض الفوائد النفسية العائدة على كل من أطرافها بشعورهم بالارتياح نتيجة وجود أصدقاء لهم يشاركونهم فى أفراحهم وأتراحهم .
ومن هنا ... يجب أن ندرك المعنى الحقيقى للصداقة الذى افتقده الكثيرين منا فى هذه الأيام نتيجة لطغيان المادة ونمو العلاقات النفعية المريضة القائمة على مبدأ " هات وخد " دون ادنى اعتبار للأخوة الإنسانية التى تجمع بين كل البشر دون تمييز أو تفرقه .
من مقدمتي السابقة كشفت كل ما في قلبي من غضب على هذه الصداقة التي ظننتها ولفترة طويلة للأسف أنها شيء جميل بريء خالي من المصالح.
لا أقصد الصداقة الحقيقية بل أقصد عنوان الموضوع (المصلحة تحت مسمى الصداقة) الصداقة الكاذبة المبنية على الخداع فكم من صديق أحسبه صديق وذلك عندما يريد شيئاً مني, وطبعاً هو إنسان ذكي يعرف بأي أسلوب يبدأ, يعرفني أحب الصداقة, فيطرح علي بشكل غير شعوري صداقته ... وطبعاً أنا أقبل بها فنصبح أصدقاء وعندما يصل إلى ما يريده مني يحاول الانسحاب ((ولكن شوي شوي)) حتى لا أشعر بذلك ((مثل حقن المخدر الموضعي ببطء!!)) وعند سريان مفعول المخدر ينسحب بهدوووووء
وبعدها ولأنني ((أفهمها ع الطاير!!)) أعرف أن هذه الصداقة الحميييييمة قد انتهت ,وأعرف ذلك بمجرد المحاولة بطلب شيء ما منه ورؤية النظرة الحلوة والصد الاحلى الذي أراه منه:: !!!
أرجو ألا تفهموا من كلامي أنني أقصد الصداقة بين الشب والفتاة .....لا أبداً...... بل أقصد الصداقة بين أي شخصين عاديين.... صداقة الاخوة:: ..... لماذا أصبحت الصداقة فقط للمصلحة !!!:: ...
إن نسبة قليلة جداً من الصداقات تنجح ((أي تدوم )) لأنها مبنية على الحب وتبادل الفائدة وإرادة الخير المتبادلة بين الطرفين!!!
أطلب إلى كل من قرأ هذا الموضوع أن يحاسب نفسه ويرى إن كان يتكلم مع أي شخص لمصلحة ما ويسأل نفسه السؤال التالي((إذا انتهت مصلحتي مع هذا الشخص هل ستكون علاقتي معه نفسها قبل انتهاء المصلحة؟))::
لا ضير في الانتفاع من الأصدقاء... لكن من يستفيد من صديقه عليه أن يفيده أكثر ليزداد حبه له وحبه لنفعه في مرة أخرى وأنا متأكد أن أي اثنين يتفقا على هذا المبدأ لن تنقطع صداقتهما حتى الموت ....فما أروع هذه الصداقة!!!!!.....ما أروع هذه الصداقة التي تبتعد عن الأنانية وحب النفس!!! ما أروع هذه الصداقة القائمة على قول رسول الله (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)!!!!
بهذه الصداقة نحقق النجاح والتقدم الذي يحلم به كل طالب عربي في هذا العصر الذي أصبح فيه التقدم العلمي والتطور هو المسيطر على الساحة وعلى فكرنا جميعاً....
أرجو من الله أن تدوم كل صداقة حقيقية وأن يباركها الله بمزيد من النجاح وأن يصلح كل صداقة لمصلحة التي تبتعد كل البعد عن معنى الصداقة الحقيقي...
ودمتم بكل ود على المتابعة